ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل أن يدخله الجنة 👌

عن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله ﷺ قال: ((ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل: رجل خرج غازيا في سبيل الله، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة، ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله عز وجل)). أخرجه أبو داود بسند حسن، وقد روي موقوفا، ورجح الدارقطني الوقف.
((ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل)):
أي: ذو ضمان، فهم في رعايته وكفالته وحفظهم من مضار الدنيا والآخرة. وقيل: فاعل بمعنى مفعول، أي: مضمون. ومعناه: أن الله تعالى تكفل له بما ذكر من الجنة أو الأجر والغنيمة؛ فيوفيه إحدى الحسنيين، فوعد الله وعدًا لا خلف فيه أن يعطيهم مراده.
الأول: ((رجل خرج غازيا في سبيل الله)):
((حتى يتوفاه)) حتى يقبض روحه؛ إما بالموت، أو بالقتل في سبيل الله، فيكون حقا على الله أن يدخله الجنة، ((أو يرده بما نال من أجر وغنيمة)) أي: ينصره الله عز وجل فيرجعه إلى أهله وله الأجر والغنيمة.
وقد صح في الحديث: ((إن في الجنة مائة درجة، أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض)). أخرجه البخاري.
والثاني: ((رجل راح إلى المسجد)):
فهو يبتغي فضل الله ورضوانه، ومغفرته؛ فهو ذو ضمان على الله ألا يضل سعيه، ولا يضيع أجره؛ فإن مات فهو في سبيل الله؛ لأنه خرج لعبادة الله ولطاعته، وإن رجع فهو محصل للأجر والغنيمة في الآخرة، وإن حصل له رزق في الدنيا بسبب هذا العمل الصالح؛ فهو من الأجر والثواب المعجل.
فالذي يحرص على الذهاب إلى بيت يناله أعظم الأجر والثواب في الدنيا والآخرة، فهو يرزق ببركة الصلاة التي ذهب إليها، يشهد لذلك قوله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
وهو إن شاء الله يدخل الجنة ببركة الذهاب إلى المسجد، كما في الحديث: ((من غدا إلى المسجد وراح، أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح)).
والثالث: ((رجل دخل بيته بسلام)):
فيه وجهان محتملان للعلماء:
١- هو الذي يسلم على أهله إذا دخل بيته، وهو قول الأكثرين، والمضمون به أن يبارك عليه وعلى أهل بيته. وقد رد أنه صلى الله عليه وسلم قال لأنس رضي الله عنه: “يا بني إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك”. وسنده ضعيف.
٢- هو الذي يلزم بيته؛ طلبا للسلامة، وهربا من الفتن، ويكون المعنى: دخل بيته سالما من الفتن، ورغبة في العزلة والإقلال من الخلطة، وعلى هذا فالمضمون به: ضمان الله له، ورعايته، وجواره عن الفتن.
شاهد الفيديو على يوتيوب:
https://www.youtube.com/watch?v=_UiLNBIzpzI
استمع على ساوند كلاود:
https://soundcloud.com/saidalkady39/3_kuluhum_damin_alaa_allah