قطة في الخلاط 💔



مشهد مرعب ومخيف ومبكي، لا يتحمل قلب فيه ذرة رحمة أن يشاهده، فضلًا أن يفعل مثل هذا الفعل الشنيع.

يوم ١٧ شوال ١٤٤٤ انتشر فيديو على نطاق واسع في مصر وفي كل الوطن العربي بل والعالم كله لرجل جاء بقطة فوضعها في الخلاط وهي تصرخ بينما هو يضحك ضحكا هستيريا، وبعد دقيقة أو أكثر أخرج القطة من الخلاط وهي تتخبط في دمائها.

إننا في زمان قست فيه قلوب ناس حتى صارت أقسى من الحجارة، نسأل الله السلامة.

إن ديننا يعلمنا الإحسان إلى كل شيء، حتى الحيوان، وينهانا أشد النهي عن تعذيب أي شيء حتى الحيوان. عن شداد بن أوس قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله ﷺ قال: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته)). أخرجه مسلم

فلا يجوز عند قتل الحيوان أن تقتله بطريقة فيها تعذيب له، بل الواجب عليها أن تقتله برحمة ورفق، فتوثقه جيدا، وتحد شفرة الذبح جيدا، وتسرح بالذبح، بل لا تذبح حيوانا وحيوان آخر ينظر إليه.

عن عبد الله أن رسول الله ﷺ قال: ((عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار، لا هي أطعمتها وسقتها، إذ هي حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض)). البخاري ومسلم

عن سعيد بن جبير قال: مر ابن عمر بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر: من فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا؛ ((إن رسول الله ﷺ لعن من اتخذ شيئا فيه الروحُ غرضا)). أخرجه البخاري ومسلم.

إننا في زمان عظم فيه الظلم، وقست فيه قلوب كثير من الناس، وما خفي علينا من تعذيب البشر وتعذيب الحيوانات أعظم مما نراه بكثير، فقد امتلئت الأرض ظلمًا وجورًا، نسأل الله السلامة.

ولو فتحت سجون العالم لرأيت فيها مشاهد يهتز لها قلب أي إنسان فيه رحمة، لظلمة ومجرمين يتفنون في تعذيب الناس بغير حق، ويذيقون الأبرياء من العذاب ألوانًا، ﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ﴾ [إبراهيم: ٤٢].

وإن الله عز وجل ليس بتارك هؤلاء الذين يعذبون الناس والحيوان بغير حق، وعند الله يجتمع الخصوم، ﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا﴾ [الأنبياء: ٤٧].

قال عروة بن الزبير: مر هشام بن حكيم بن حزام على أناس من الأنباط بالشام، قد أقيموا في الشمس، فقال: ما شأنهم؟ قالوا: حبسوا في الجزية. فقال هشام: أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول: ((إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا)).

قال: وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين، فدخل عليه فحدثه، فأمر بهم فخُلوا. مسلم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *