كثيرون يريدون المحافظة على الصلوات الخمس لكنهم عاجزون، وما عجزهم إلا لتقصيرهم في الأخذ بالأسباب، وإلا فلو أخذوا بالأسباب وصدقوا مع ربهم لوفقهم وسددهم وأعانهم.

وأنا أذكر لك أهم الأسباب التي تعينك على المحافظة على الصلاة، فتمسك بها وخذها بقوة دون تردد.

١- كثرة الدعاء:

سلِ اللهَ عز وجل أن يُعينَك على المحافظة على الصلاة، فبتوفيق الله تُوفَّق، وبعونه تسعدُ، وقد كان من دعاء إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي} [إبراهيم: 40]. وكان النبي ﷺ يقول: (والله لولا اللهُ ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا). [أخرجه البخاري (3034)].

واشدُد يدَيك بحبلِ الله معتصمًا
فإنه الركنُ إن خانتْك أركان

٢- قوة العزيمة، ومجاهدة النفس:

إن المحافظة على الصلاة أمرٌ ليس بالسهلٍ، بل هو شاقٌّ على النفوس، قال الله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: 5]، وقال النبي ﷺ: (حفت الجنة بالمكاره) [أخرجه مسلم (2822)].

ولا يتم لك المحافظة على الصلاة إلا إذا كنت قويَّ الإرادةِ والعزيمةِ، وأن تجاهدَ نفسَك مراتٍ ومراتٍ دون يأسٍ واستسلامٍ، بإرادةٍ لا تعرف الكللَ ولا الملل، وكن على يقين أنك مع الوقت تصلُ إن شاء الله. قال الله تعالى: {وَالَّذينَ جاهَدوا فينا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنا} [العنكبوت: 69].

٣– القرار الشجاع:

لا تؤجل وتقول: غدا أحافظ على صلاتي، بل ابدأ من الآن، واستعن بالله وكن قويًّا، وقم وصلِّ آخر صلاة فاتتك، واذهب إلى المسجد لتصلِّ الصلاة القادمة في وقتها، ولا تؤجل، فالتأجيل يأتي بتأجيل، ويضيع العمر في السين وسوف.

٤– التخفيف من الذنوب:

يقولون: الحسنةُ تدل على أختِها، والسيئةُ كذلك، ومن رحمة الله بعباده وعونِه لهم أنّ من عمِل حسنةً وفَّقه الله لحسنةٍ أخرى، فإذا أردتَ أن يُعينَك الله على المحافظة على الصلاة فجدِّد التوبةَ، واستغفرْ من ذنوبِك، واندَم على تقصيرِك.

وتذكر أن بعدك عن الصلاة وتقصيرك فيها قد يكون بسبب ذنوب تفعلها ما تبت منها، قال ربنا: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين: 14]، وقال: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} [محمد: 17].

٥– معرفة قدر الصلاة:

يقولون: من عرف مقدار ما يطلب هان عليه مقدار ما يبذل، فلابد لك من معرفة قدر الصلاة وعظم فضلها، وأنها سبب للنجاة من عذاب، والفوز بأعالي الدرجات في الجنات، ومغفرة ما تقدم من ذنوبك، وغير ذلك من فضائلها وثمراتها العظيمة.

٦– معرفة عقوبات التهاون في الصلاة:

قال الله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ} [الأنعام: 51]، فلابد لك من خوف يجعلك ترتجف إذا هممت بذنب أو أذنبت، فاسمع عن عقوبات التهاون في الصلاة فهذا يجعلك تفزع إلى الصلاة ولا تتكاسل فيها.

للاستماع على الموقع:

لمشاهدة الفيديو على يوتيوب 👇

للاستماع على ساوند كلاود 🎧👇

رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي 🤲