دعاء مهجور يقال في الركوع الزمه وسترى عجبًا
هذا ذكر ودعاء مهجور يقال في الركوع، كان النبي ﷺ يقوله إذا ركع، ويغفل عنه كثير من الناس، فاحفظه والزمه وسترى عجبًا وتغييرًا في حياتك بإذن الله.
عن علي بن أبي طالب، عن رسول الله ﷺ، أنه كان إذا ركع، قال: ((اللهم لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي)).
[أخرجه مسلم (771)].
وفي رواية: ((وما استقلَّت به قدمي)).
تعال نفهم هذه الكلمات، ونعرف كيف ستغير حياتنا، وكيف تقودنا للأفضل؟
قال ﷺ: ((اللهم لك ركعتُ)):
ياربي لك أصلي، فلا أخضع ولا أركع ولا أذل إلا لك.
قال ﷺ: ((وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ)):
تجدد الإيمان والاستسلام والخضوع لربك سبحانه.
قال ﷺ: ((خشع لك سمعي وبصري)):
لماذا خص السمع والبصر؟
قال العلماء: خصَّ السمعَ والبصرَ من بين الحواسِّ لأنهما أعظمُ الحواسِّ وأكثرها فعلًا، وأقواها عملًا، وأمسها حاجةً؛ ولأن أكثر الآفاتِ تكون بهما، فإذا خشعتا قلَّت الوساوس. ولهذا في الآية: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36]، نسأل الله أن تخشع أسماعنا وأن تنقاد لربنا.
وما معنى: ((خشع لك سمعي وبصري))؟
وكيف يخشع السمع والبصر؟
قال العلماء: المراد بالخشوع من هذه الأشياء هو الانقيادُ والطاعةُ لله رب العالمين.
فمعنى انقياد السمع: قبولُ سماع الحق، والإعراضُ عن سماعِ الباطل، وانقيادُ البصر: النظر إلى كلِّ ما ليس فيه حرمة، فلا تسمع إلا ما يرضي ربك، ولا تنظر إلا إلى ما يرضي ربك.
وهذا الكلام يحمل معنى الدعاء؛ فكأنك تقول: ياربي اجعل سمعي وبصري ينتقاد لك، فلا أسمع إلا ما يرضي ربك، ولا أرى إلا ما يقربني إليك.
ويشبه هذا الحديث القدسي: عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها)).
[أخرجه البخاري (6502)].
قال العلماء: فلا يسمع إلا ما يرضي ربك، ولا ينظر إلا إلى ما يرضي ربك
قال ﷺ: ((ومخي، وعظمي، وعصبي)):
قال العلماء: خصَّ المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاءِ البدن لأن ما في أقصى قعر البدنِ المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخَّ يمسكه العظمُ، والعظم يمسكُه العصبُ، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقيادُ والطاعةُ من هذه فمن الذي يتركب عليهما بطريق الأولى.
فإذا خشعت هذه الأعضاء وانقادت لرب العالمين خشع سائر البدن.
وانقيادُ المخ والعظم والعصب: انقيادُ باطنه كانقياد ظاهرِه؛ لأن الباطنَ إذا لم يوافقِ الظاهرَ لا يكون انقيادُ الظاهر مفيدًا معتبرًا، وانقيادُ الباطن عبارة عن تصفيته عن دنسِ الشرك والنفاق، وتزيينِه بالإخلاص، والعلم، والحكمة.
قال ﷺ: ((وما استقلَّت به قدمي)):
أي: جميعُ بدنه؛ فهذا من عطفِ العام على الخاص، فالقدم تستقل على جميع البدن، وقد قال قبلها: ((خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي)).
احفظوا هذا الذكر والزموه في ركوعكم، أسأل الله أن يجعل جوارحنا خاشعة له سبحانه، ولا تنقاد ولا تذل إلا له جل شأنه.
صدقت القول وجزاك الله كل خير
اللهم ما صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى الء وصحبه اجمعين يارب العالمين وان تحسن ختمنا واان نكون برفقة سيدنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
وان لا تجعلنا من فاعلى هذة الذنوب
واخردعونا ان الحمد الله رب العالمين
جزاك الله خيرا كثيرا
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
بارك الله فيك
بارك الله فيك وجزاك الله خير